تسخير المعرفة المحلية في رواندا

عايش فرانك، وهو أحد سكان جيساسا في رواندا، الدمار الذي يمكن أن تسببه الظواهر الجوية القاسية. فقد عانى مجتمعه لسنوات من عواقب التآكل الشديد الناجم عن الأمطار الغزيرة. يتذكر فرانك قائلاً: "قبل البدء في أنشطة مكافحة التآكل المتمثلة في تهيئة مدرجات التلال في مجتمع جيساسا، لم تكن هناك خنادق على طول التل، وتسببت التعرية في كوارث مثل تدمير المنازل، والقضاء على الأراضي الصالحة". دمر جريان المياه من التلال منزله وجرف محاصيله، تاركًا أسرته وجيرانه يواجهون الجوع والنزوح ونقص الخدمات الأساسية.

تسخير المعرفة المحلية في رواندا لمكافحة التعرية

في عام 2023، أطلقت منظمة ماناديساستر، عضو الشبكة العالمية للحد من الكوارث، مشروعاً في جيساسا ومجتمع كانغوندو المجاور، كجزء من برنامج جعل التهجير أكثر أماناً. تهدف هذه المبادرة إلى معالجة مخاطر الكوارث التي تواجهها مجتمعات النازحين مثل مجتمع فرانك من خلال تمكينهم من تطوير حلول مستدامة.

كان المشروع جهداً تعاونياً. فقد جمع بين أفراد المجتمع النازحين، والمسؤولين الحكوميين المحليين، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص من خلال عملية مختبر الحياة الحضرية. وقد عملوا معاً على فهم التحديات واقتراح حلول مبتكرة مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة لجيساسا وكانغوندو.

شارك فرانك بنشاط في هذه العملية، حيث ساهم في المبادرات التي يقودها المجتمع المحلي. وكان أحد الحلول المقترحة هو حفر الخنادق وتهيئة مصاطب على سفوح التلال لمكافحة التآكل الشديد الذي أثر على المنطقة. يتذكر فرانك الأثر قبل تنفيذ هذه التدابير: "لقد جرفت محاصيلي في النهر بسبب الجريان السطحي من أعلى التلال. أما في الوقت الحاضر، فقد تم حل هذه المشكلة حيث أصبح لدينا ري وحفريات وخنادق لاعتراض كل الجريان السطحي من أعلى التل. كان الجريان السطحي نفسه يأتي بسرعة عالية، ويدمر كل شيء بما في ذلك محاصيلي، وفقدت منزلي أيضًا والطرق".

وقد أدى تنفيذ هذه التدابير المضادة للتآكل، إلى جانب التدريب على الحفاظ على البيئة ومبادرات البستنة المنزلية، إلى الحد بشكل كبير من مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية في مجتمع فرانك. ولم تقتصر هذه الجهود على حماية المنازل والأراضي الزراعية فحسب، بل ساهمت أيضاً في تحسين الإنتاجية الزراعية والقدرة على الصمود بشكل عام.

بناء القدرة على الصمود من خلال الحلول المحلية والمناصرة

وبالإضافة إلى هذه التدخلات الميدانية، ركز المشروع على المناصرة، لا سيما مع السلطات الحكومية المحلية مثل إدارة مدينة كيغالي. وقد التزمت هذه السلطات خلال مناقشات المائدة المستديرة بتخصيص موارد من الميزانية للسنة التالية لتوفير السكن والمعدات اللازمة للسكان النازحين - وهو ما يعد انتصارًا كبيرًا للمجتمع المحلي.

تُظهر تجربة فرانك كيف يمكن لمزيج من المعرفة المحلية والمشاركة المجتمعية والمناصرة الاستراتيجية أن يُحدث تغييراً دائماً. "يقول فرانك: "كل هذه المشاكل تسببت في الجوع وتشريد الناس ومشاكل في الخدمات الأساسية. "لكن الآن لدينا أمل." وتشكل قصته شهادة على فعالية نهج منظمة ماناديساستر التي ساعدت على بناء القدرة على الصمود في جيساسا حيث يمكن للمجتمع المحلي الآن التطلع إلى مستقبل تكون فيه منازلهم وسبل عيشهم وأسرهم أكثر أماناً وسلامة.